Categories
من اشعاري

لا تيأسَنَ

غَنيتُ رَغمَ تَمزُقِ الأحشاءِ

  وضحكتُ رُغمَ تكاثُر الأرزاءِ

وشدوتُ شعراً صغتهُ في مهجتي

  فبدا رقيقا رائع الاجزاءِ

انا ان شدوتُ بمحنةٍ ومصيبةٍ

  فلأنني ما عشتُ للأهواءِ

ولان قلبي لم يعد مترنحاً

  يُبدي الأسى مُتشوقاً لعزاءِ

فدع البكاء ليائسٍ متوجعٍ

  يجثو لكل رزيةٍ وبلاءِ

وأشدو مع الشادين اغنية الفِدى   والعزمِ والإقدام والخُيلاءِ

لا تيأسن فيوم نصرِكَ مُقبلٌ

  ولقد تراءى فهو ليسَ بناءِ

وعلى ربوع القدس تخفقُ رايةٌ

  من كل ناحيةِ وكل لواءِ

   
يأيها النصر المرجى فجره

  قل لي متى تزهو مع العلياءِ

لتعود ارض العرب طاهرة الربى

  لشبابها للشيب للأبناءِ

ولكل من هانت عليه حياته

  من موكب الابطال والشهداءِ

ولكل من ضحى لاجل بلاده   من ثائر ومناضل وفدائي

ولكل من نادى باعلى صوته

  الله اكبر موطن الاسراءِ

اني وهبتك مهجتي وحشاشتي

  لتقوم مزهوا على اشلائي

كي لا يضل العار يؤرق جنبنا

  كي لا يعيش مشرد بفضاءِ

كي لا تضل القدس تغرق بالخنا

  وتضج بالأنذالِ و اللقطاءِ

كي لا تمثل فوق تربة احمد

  اقصوصة من مجمع الدخلاءِ

كي لا يعيث المجرمون بارضنا

  كي لا ترفرف راية الأعداءِ

   
غنيت يا ارض العروبة غنوتي

  بالحب تعبق والسنا المعطاءِ

لكن جرحا في فؤادي لم يزل

  يؤذي الحشا ويزيد من بلوائي

اشكو اليك تفرقا في شملنا

  في حين كنا نلتقي بأخاءِ

كنا نتيه على الزمان وأهله

  بالعلم والأخلاق بالآراءِ

وتفجرت منا العلوم تفجر الينبوع

  بين الصخرة الصماءِ

ما عاش في ارضي شريد بائس

  كلا ولاعجت بذي فحشاءِ

لو اننا سرنا برأي واحد

  ما كان صنع المستحيل بنائي

فتوحدوا و الاصل يجمع شملكم

  فالقدس ترقب وحدة الابناءِ

و توقدوا كالنار تحرق غاصبا

  واسعوا الى بذل الدما بسخاءِ

   
قسماً بانا لن نهاب وننحني

  للظلم للأوغاد لللقطاءِ

يا أمة الإقدام يا عربية

  هُزي عروش البغي والجبناءِ

ولتدفعي ركب الفداء بقوة

  وامحي وجود العار في الارجاءِ

في ارض يافا والخليل وقد سنا

  مسرى الرسول ومرقد الشهداءِ

     
     
     

محسن الحيدري

 12/4/1969